{إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10)}{إِنَّهُ} الضمير للخالق، لدلالة (خلق) عليه. ومعناه: إنّ ذلك الذي خلق الإنسان ابتداء من نطفه {على رَجْعِهِ} على إعادته خصوصاً {لَقَادِرٌ} لبين القدرة لا يلتاث عليه ولا يعجز عنه. كقوله: إنني لفقير {يَوْمَ تبلى} منصوب برجعه؛ ومن جعل الضمير في {رَجْعِهِ} وفسره برجعه إلى مخرجه من الصلب والترائب أو الإحليل. أو إلى الحالة الأولى نصب الظرف بمضمر {السرائر} ما أسرّ في القلوب من العقائد والنيات وغيرها، وما أخفى من الأعمال وبلاؤها. تعرّفها وتصفحها، والتمييز بين ما طاب منها وما خبث وعن الحسن أنه سمع رجلاً ينشد:سَيَبْقَى لَهَا في مُضْمَرِ الْقَلْبِ وَالْحَشَا *** سَرِيرَةُ وُدٍّ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُفقال: ما أغفله عما في {والسماء والطارق (1)} {فَمَا لَهُ} فما للإنسان {مِن قُوَّةٍ} من منعة في نفسه يمتنع بها {وَلاَ نَاصِرٍ} ولا مانع يمنعه.